محتويات المقال
ما هي الشخصية؟
نستعمل كلمة الشخصية بطرق مختلفة فنحن نقول: لم تعجبني شخصية (جمال) .. وقد نقول أيضاً: (سعد) شخصيته صعبة.. ونقول: (سمية) ليس لديها شخصية
إذن تعابير مختلفة نستخدم فيها مصطلح الشخصية.. والحال ليس أفضل عند العلماء.. فقد وضعوا عشرات التعريفات للشخصية.. لكننا سنعتمد هنا التعريف العملي الذي يساعدنا على فهم الشخصية وبالتالي قياسها وتحديد كيف نتعامل معها ومناطق التطوير فيها
يشير مصطلح الشخصية إلى:
مجموعة متفردة من السمات والسلوكيات والمواقف الشخصية وردات الأفعال التي تشكل نمط مستمر لدى الفرد في التفكير والشعور والتصرف.
لاحظ انها خلطة من قيم الشخص ومعتقداته واهتماماته ودوافعه ومزاجه واستجاباته العاطفية.
- هل قرأت مقال (كيف نقيس الشخصية ونفهمها؟)
أنماط الشخصية حسب نظرية مايرز بريجز
هل سبق لك أن سمعت شخصًا ما يصف نفسه بأنه INTJ أو ESTP وتساءلت عما يمكن أن تعنيه تلك الأحرف ذات الصوت الغريب؟! ما يشير إليه هؤلاء الأشخاص هو نمط شخصيتهم بناءً على مؤشر مايرز بريجز (MBTI).
نظرية (أنماط الشخصية) تستند إلى أعمال الطبيب السويسري (كارول يونغ) والذي قام ببناء تصنيف للشخصيات وفقط (التفضيلات الشخصية) للأفراد. ومن ثم قامت كل من (إيزابيل مايرز) ووالدتها (كاثرين بريغز) بوضع بعض الإضافات على النظرية وبناء مقياس مشهور لقياس (أنماط الشخصية)، والمشهور بـ (Myers-Briggs Type Indicator)
أو بالرمز: (MBTI)
أصبح هذا المقياس لاحقاً أحد أكثر المقاييس النفسية استخدامًا في العالم.
نظرة عامة على النظرية:
تقوم النظرية على تصنيف الناس على أساس أربعة محاور حيث (يُفضل) الناس أحد القطبين في كل محور.. وبالتالي تم توزيع الناس إلى 16 نمطاً من الشخصيات.
الهدف من النظرية هو مساعدة الأفراد على التعرف على شخصياتهم (ما يعجبهم وما يكرهون، ونقاط القوة والضعف، والتفضيلات المهنية المحتملة، وطريقة التواصل المفضلة مع الآخرين، وطريقة اتخاذ القرارات، وغير ذلك).
لا يوجد نمط “أفضل” من نمط. بل هو اختلاف بين الناس، كما اراد الله سبحانه وتعالى لنا ان نكون. هذه الاختلاف قد يكون (تكاملياً) فيستفيد منه الجميع، أو (مثيرا للخلاف) فيترك آثاراً سلبية على الجميع. هذا يعتمد على وعينا ومدى الاستفادة من هذا الاختلاف.
بناء النظرية:
لقد تم بناء النظرية
المحور الأول: الانبساطي (E) – الذاتي (I)
نطلق على هذا المحور وصف (نمط صرف الطاقة وطريقة شحن البطارية) وتعني أننا نختلف في توجيه طاقتنا النفسية والطريقة التي نشحن بها بطاريتنا. والناس هنا على قطبين:
الأول: الانبساطي (E)
القطب الأول من هذا المحور (يُفضلون) توجيه طاقتهم إلى العالم الخارجي ويشعر بالحيوية بعد قضاء الوقت مع الآخرين وعبر التفاعل مع الأحداث والأشياء من حولهم. كما انهم يشحنون بطاريتهم بنفس الطريقة. أما لو أضطروا لقضاء وقت طويل لوحدهم، فسيجدون أن (بطاريتهم انتهت) ويحتاجون للعودة للعالم الخارجي للتفاعل معه من أجل (شحن بطاريتهم)
ثانياً: الذاتي (I)
في المقابل – من يميل إلى القطب الثاني من هذا المحور (يُفضلون) توجيه طاقتهم إلى دواخلهم ويشعرون بالحيوية عند قضاء الوقت لوحدهم أو مع فرد أو اثنين وعبر التأمل والتفكر في مشاعرهم وأفكارهم وقيمهم. كما أنهم يشحنون بطاريتهم بنفس الطريقة. أما لو أضطروا لقضاء وقت مع الآخرين، فسيجدون أن (بطاريتهم انتهت) ويحتاجون للعودة للخلوة مع انفسهم من أجل (شحن بطاريتهم).
المحور الثاني: الحسي (S) – الحدسي (N)
نطلق على هذا المحور وصف (طبيعة نمط المعلومات التي يُفضلها) وتعني أننا نختلف في طبيعة المعلومات التي نستقبلها ونفضلها ونثق بها ونعتمد عليها. والناس هنا على قطبين:
الأول: الحسي (S)
القطب الأول من هذا المحور (يُفضلون) تلقي المعلومات التي يستقبلونها عبر حواسهم، والمعلومات الواقعية الملوسة التي تخص الواقع أو خبرات الماضي.
من يفضلون هذا النمط تجدهم يميلون إلى التركيز على الحقائق والتفاصيل والاستمتاع بالتجربة العملية الواقعية ذات التطبيقات المباشرة، ولا يتحمسون للأفكار والنظريات والتوجهات العامة.
الثاني: الحدسي (N)
في المقابل – من يميل إلى القطب الثاني من هذا المحور (يُفضلون) تلقي المعلومات التي تعكس الصورة العامة والتوجهات المستقبلية والعلاقة بين الأشياء .. كما يستمتعون بالتفكير في الاحتمالات وتخيل المستقبل ومناقشة المفاهيم والنظريات المجردة.
المحور الثالث: التفكيري (T) – العاطفي (F)
نطلق على هذا المحور وصف (طريقة اتخاذ القرار) وتعني أننا نختلف في طريقة اتخاذ القرار وتقييم الأمور من حولنا. والناس هنا على قطبين:
أولا: التفكيري (T)
القطب الأول من هذا المحور (يُفضل) اتخاذ القرارات بناءً على المعلومات التي جمعوها، وبناء على الجوانب الإيجابية والسلبية للقرار وبشكل منطقي وعقلاني، وبعيد عن الاعتبارات الشخصية.
ثانياً: المشاعري (F)
في المقابل – من يميل إلى القطب الثاني من هذا المحور (يُفضلون) اتخاذ القرارا تأتي طرقة اخرى في اتخاذ القرارات وتقييم الأحداث.. وهو ما نسميه التفضيل (المشاعري).. وهنا يتم اتخاذ القرار بطريقة منطقية وموضوعية أيضاً ولكن يأخذ في الاعتبار مشاعر الآخرين وتفضيلاتهم وقيمهم والحرص على عدم تضررهم أو إيذائهم من هذا القرار.
المحور الرابع والأخير: الحكمي (J) – العفوي (P)
نطلق على هذا المحور وصف (طريقة تعاملنا مع حياتنا اليومية) وتعني أننا نختلف في طريقة تخطيطنا اليومي وتعاملنا مع الأحداث اليومية ومع أداء أعمالنا. والناس هنا على قطبين:
الأول: الحكمي (J)
القطب الأول من هذا المحور (يُفضلون) أن تكون حياتهم منظمة ويومهم مجدول ويسعون إلى تنفيذ ما خططوا للقيام به. كما تلاحظ أنهم يجدون صعوبة في التغيير وفي التكيف مع الأحداث غير المتوقع لها. هذا بالإضافة إلى أنهم يميلون إلى الإغلاق وإقفال الأعمال التي بين يديهم قبل أن ينتقلوا إلى عمل آخر.
الثاني: العفوي (P)
في المقابل – من يميل إلى القطب الثاني من هذا المحور (يُفضلون) أن تكون حياتهم عفوية ومرنة وغير مخطط لها. لا يجدون صعوبة في التغيير ويتكيفون مع الأحداث غير المتوقعة بسرعة. كما أنهم لا يميلون إلى الإغلاق وإقفال الأعمال التي بين يديهم.
لقد انتهينا من شرح المحاور الأربعة التي تقوم عليها نظرية (الأنماط الشخصية). والآن حدد إلى أي قطب تميل إليه في كل محور من هذه المحاور الأربعة، وضع الحرف الخاص به أمامك. وهنا سيتشكل لديك أحد الأنماط الـ (16) التالية:
هذه أهم مبادئ نظرية الأنماط الشخصية .. وهناك تفاصيل كثيرة جدا ستجدها في المراجع المختلفة خاصة عندما نتحدث عن (وصف كل نمط) (الأمزجة الفطرية) و(الوظائف المعرفية).
قبل الختام، سنشير هنا بكلمات قليلة إلى ما يعنيه كل نمط.. وهي إشارات سريعة والتفاصيل كثيرة وواسعة:
ISTJ : متحفظ وعملي، ويميل إلى أن يكون مخلصًا ومنظمًا وتقليديًا.
ISTP : يتمتع بدرجة عالية من الاستقلالية، ويخوضون تجارب جديدة توفر التعلم المباشر.
ISFJ: طيب القلب ومتفاني، وهو دائمًا على استعداد لحماية الأشخاص الذين يهتم بهم.
ISFP : يتسم بالسهولة والمرونة، ويميل إلى التحفظ والفن.
INFJ : إبداعي وتحليلي، ويعتبر من أندر أنواع مايرز بريجز.
INFP : مثالي مع قيم عالية، يسعى جاهداً لجعل العالم مكانًا أفضل.
INTJ : منطقي للغاية، وهو مبدع وتحليلي للغاية
INTP : هادئ ومنطوي، يمتلك عالم داخلي غني.
ESTP : مذهل ومثير، يستمتع بقضاء الوقت مع الآخرين والتركيز على الحاضر.
ESTJ : حازم وموجه نحو القواعد، لديه مبادئ عالية ويميل لتولي المسؤولية.
ESFP : صادر وتلقائي، يستمتع بأن يكون تحت الأضواء.
ESFJ : رقيق القلب ومنفتح، ويميل إلى وضع النوايا الحسنة عن الآخرين.
ENFP : يتمتع بشخصية جذابة وحيوية، ويتحمس عندما تتاح له الفرصة لإظهار إبداعهم في العمل.
ENFJ : مخلص وحساس ، ويشتهر عنه التفهم واللطف والكرم.
ENTP : مبدع للغاية، يحب أن يكون محاط بالأفكار ويستمتع بإطلاق المشاريع المختلفة مع أنهم يكافحون لإنهائها.
ENTJ : صريح وواثق، ومتميز في وضع الخطط وتنظيم المشاريع.
صورة لاستشارة حول اكتشاف الذات
عوامل الشخصية الخمسة الكبرى
وتعتبر من اشهر النظريات التي تقيم الشخصية حسب السمات. ويُطلق عليها نموذج
Big 5 Factors
، المعروف أيضًا باسم نموذج
OCEAN
تم تطوير هذا النموذج في السبعينيات ، وهو يضم خمس سمات شخصية رئيسية موجودة بين البشر بدرجات متفاوتة.
العوامل الخمس الكبرى
1) الانفتاح (Openness)
من يحمل سمة الانفتاح (ويشار إليه أيضًا الانفتاح على التجربة) إلى الميل نحو الانفتاح إلى مجموعة واسعة من الاهتمامات.
حيث تجدهم فضوليون بشأن العالم والأشخاص الآخرين ويتوقون إلى تعلم أشياء جديدة والاستمتاع بتجارب جديدة.
هذا بالإضافة إلى الميل نحو المغامرة والإبداع.
بينما يميل من يسجل درجات منخفضة في هذه السمة لأن يكونوا أكثر تقليدية، وأقل براعة في التفكير المجرد.
2) الضمير الحي (Conscientiousness)
الأشخاص ذوو الضمير الحي يمتلكون مستويات عالية من التحكم في الانفعالات والسلوكيات الموجهة نحو الهدف. إنهم يخططون مسبقًا ، ويفكرون في كيفية تأثير سلوكهم على الآخرين ، ويضعون أهمية للمواعيد النهائية للتسليم.
بينما يميل من يسجل درجات منخفضة في هذه السمة لأن يكون أقل تنظيماً، وقد يماطل في إنجاز الأمور ، ويفتقد إلى الالتزام بالمواعيد النهائية للتسليم في بعض الأحيان.
3) الانبساط (Extraversion)
الأفراد الذين يمتلكون سمة الانبساط يميلون التواصل الاجتماعي، وكثرة الكلام، والشعور بالنشاط والإثارة عند تواجدهم بصحبة الآخرين.
بينما يميل من يسجل درجات منخفضة في هذه السمة لأن يكونوا انطوائيين، وأكثر تحفظًا، ولا يشعرون بالحماس عندما يتواجدون في الأوساط الاجتماعية، بل تشعرهم المناسبات الاجتماعية بالاستنزاف. وغالبًا ما يمنحون أنفسهم فترة من العزلة والهدوء من أجل “إعادة شحن بطاريتهم”. لاحظ ان هذه السمة لا تختلف كثيرا عما شرحناه في أنماط الشخصية (MBTI).
4) التوافق (Agreeableness)
سمة التوافق تشير إلى سمات الثقة ، والإيثار ، واللطف، والعاطفة، والتعاون وغيرها من السلوكيات الاجتماعية الإيجابية.
بينما يميل من يسجل درجات منخفضة في هذه السمة لأن يكونوا أكثر تنافسية وأقل تعاونا وأنانية وقد يميلون للتلاعب بالآخرين.
5) العصابية (Neuroticism)
يشعر الأفراد الذين يمتلكون هذه السمة بالقلق والاكتئاب والتوتر وتقلب المشاعر. كما تلاحظ انهم يأخذون وقتاً أطول للتعافي من الأحداث المزعجة.
بينما يميل من يسجل درجات منخفضة في هذه السمة لأن يكونون مستقرين عاطفياً ويظهرون الهدوء ورباطة الجأش عند مواجهة المشاكل.
احصل الآن على مقياس عالمي
مع جلسة لشرح النتائج مع د. ياسر بكار
ما هو تقييم DISC؟
يعد تقييم DISC من تقييمات الشخصية الشائعة هذه الأيام، حيث يتم استخدامه من قبل أكثر من مليون شخص سنوياً.
سيساعدك هذا التقييم على:
- قراءة سلوكيات الموظفين في بيئة العمل
- ما طبيعة الاختلافات التي نراها في بيئة العمل
- كيف يتم تحسين التواصل والإنتاجية في مكان العمل
DISC هي أداة لتقييم الشخصية تستند إلى نظرية DISC لعالم النفس ويليام مولتون مارستون.
تستند نظرية DISC على أربع سمات سلوكية مختلفة:
- الهيمنة Dominance
- التأثير Influence
- الثبات Steadiness
- الامتثال Compliance
وهذا شرح أكثر لهذه الأبعاد الأربعة
الهيمنة (D):
يميل الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من الهيمنة إلى أن يكونوا مباشرين وحاسمين وموجهين نحو النتائج. كما تجدهم حازمون ويتولون المسؤولية عن المواقف.
التأثير (I):
يميل الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من (التأثير) إلى أن يكونوا منفتحين ومتحمسين ومقنعين ويجيدون تحفيز الآخرين وإلهامهم والتواصل ومد العلاقات معهم وإقناعهم.
الثبات (S):
يميل الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من (الثبات) إلى التحلي بالصبر والموثوقية وتقديم الدعم للآخرين. كما يتميزون بقدرتهم العالية على بناء العلاقات والعمل كجزء من فريق.
الامتثال (C):
يميل الأشخاص الذين يتمتعون بدرجة عالية من (الامتثال) إلى الدقة، والتركيز على التفاصيل، واتباع القواعد والإجراءات. كما يراعون الجودة وحذرون عند اتخاذ القرارات وإطلاق الأحكام.
المحاور التي تعتمد عليها النظرية
هناك محورات أساسيان تم بناء النظرية عليهما:
المحور الأول:
التركيز على المهمة مقابل التركيز على الناس:
يشير هذا المحور إلى “البوصلة” أو اتجاه التركيز” حيث:
يركز بعض الأشخاص على إنجاز المهام والأعمال، بينما يركز آخرون على الناس من حولهم والناس تقع على درجات متفاونة في هذا المحور.
المحور الثاني:
العشري (Outgoing) والمتحفظ (Reserved):
يشير هذا المحور إلى “المحرك الداخلي” أو السرعة لكل طرف من المحور. فالمحرك لدى العشري سريع .. بينما المحرك لدى المتحفظ بطئي.. والناس تقع على درجات متفاونة في هذا المحور.
هل يساعدنا فهمنا لهذه النظرية في اختيار المهنة المناسبة؟
نعم إلى حد ما..
فمن المنطقي أن يسعى من يحمل ميول (D) نحو الأعمال القيادية واعمال الإدارة والتجارة وريادة الأعمال
بينما يميل من يحمل ميولاً نحو (I) للعمل في الاستشارات وخدمة العملاء.
ويميل من يحمل ميولاً نحو (C) نحو العمل في الجودة وغدارة المخاطر.
ما الذي لا يجب استخدام DISC له؟
لا ينصح باستخدام DISC في التوظيف لأنه – كما في كل مقاييس الشخصية لا يقيس الكفاءة او القدرة بل يقيس النمط الطبيعي لسلوك الشخص في بيئة العمل.
ختاماً:
فهم الشخصيات وقراءتها والاستفادة من ذلك في التطوير والتدريب هو مجال رائع وواسع وفيه الكثير من التفاصيل المهمة والمثيرة والتي لا يمكن تغطيتها في هذا المقال.