محتويات المقال
هل أنت ذكي؟
بدأت رحلة اكتشاف القدرات عبر الحديث عن مُعامل القدرات العامة (G factor) والذي يشير إلى التميز في القدرات المعرفية العامة.
وهو بالضبط ما نتداوله بين بعضنا تحت مسمى (الذكاء) ويشير إلى عناصر مختلفة مثل:
- التفكير النقدي
- التفكير المنطقي
- القدرات اللفظية
- القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرار
- القدرات العددية
- التفكير المجرد
- القدرة على التعلم
- التخطيط
- كيفية استخدام الأفراد للتجارب السابقة في المواقف الجديدة.
ظهرت أهمية تقييم هذا الجانب من الفرد لقدرته على التنبؤ بالأداء الأكاديمي والاستفادة من التدريب والأداء الوظيفي.
ومع المزيد من التعمق في فهم الذكاء، ظهر تقسيم أكثر وضوحا لمعامل الذكاء العام حيث تم تقسيمه إلى عدة قدرات، من أهمها:
- التفكير الانسيابي: Fluid Reasoning ويتضمن القدرة على التفكير بمرونة وحل المشكلات.
- الذكاء المتبلور Crystallized Intelligence: وتشمل قدرة الإنسان على تعلم العلوم والمعارف واكتساب المهارات والخبرات واستخدامها في حياته الشخصية والمهنية. أي القدرة على اكتساب المعرفة.
- التفكير الكمي (Quantitative reasoning) : وهي قدرة الفرد على حل المشاكل التي تتعلق بالأرقام.
- المعالجة البصرية المكانية (visuospatial processing): أي قدرة الشخص على تفسير المعلومات المرئية ومعالجتها، مثل تجميع أقسام لعبة الصور المجزأة، ونسخ الأشكال المعقدة.
- الذاكرة العاملة (Working Memeory): وتتضمن استخدام الذاكرة قصيرة المدى مثل القدرة على تكرار قائمة من العناصر.
ومع مزيد من البحث نشأت الكثير من النظريات التي وضعت تقسيمات مختلفة للقدرات.
ولكن سنبقى متفقين على أن معامل الذكاء والذي نعبر عنه رقمياً بـ (IQ) ( intelligence quotient) جزء مهم من تقييم قدرات الإنسان وهي عامل مهم في التنبوء بنجاح الفرد في طيف واسع من المهن.
الذكاءات المتعددة
من النظريات التي تركت اثر واسع في فهمنا للذكاء والقدرات هي نظرية (الذكاءات المتعددة) التي طرحها العالم (هوارد جاردنر) في الثمانينيات من القرن الماضي.
فكرة النظرية تقوم على أن الذكاء ليس كياناً واحداً، ولكنه يتكون من أشكال مختلفة ومتميزة.
حدد غاردنر ثمانية أنواع من الذكاء، هي:
- الذكاء اللغوي
- الذكاء المنطقي الرياضي (من الرياضيات)
- الذكاء البصري المكاني
- الذكاء الموسيقي
- الذكاء الجسدي الحركي
- الذكاء بين الأشخاص (الاجتماعي)
- الذكاء الذاتي
- الذكاء البيئي
في الحقيقة تم توجيه نقد واسع لهذه النظرية لكنها بلاشك ساهمت في فهم أوسع لتنوع القدرات البشرية والحاجة إلى مناهج تعليمية متنوعة.
ساعطي هنا فكرة سريعة عن هذه الذكاءات الثمانية
أولاً: الذكاء المنطقي الرياضي:
هذا هو ذكاء الأرقام والتفكير والتحليل والبراعة في الرياضيات وحل المشكلات، والإدراك المتميز لأسبابها ونتائجها. وهو اقرب يشبه في جزء من ما نطلق عليه (IQ)
ثانياً: الذكاء اللغوي:
هذا هو ذكاء الكلمات والبراعة في استخدامها في القراءة والكتابة والتحدث. يتميزون في الأنشطة التي لها علاقة باللغة.
ثالثاً: الذكاء البصري المكاني:
هذا هو ذكاء الأماكن والبراعة في التخيل والتعامل مع الصور والمجسمات. لديهم تميز خاص بالأنشطة الفنية مثل الرسم والنحت ومشاهدة الصور واللوحات.
رابعاً: الذكاء الجسدي الحركي:
هذا هو ذكاء الجسد والبراعة في التحكم به، واستخدامه في التعبير عن الأفكار والمشاعر المختلفة. يتيمزون في الأعمال التي تتطلب استخدام الجسد والعضلات الصغيرة والكبيرة.
خامساً: الذكاء بين الأشخاص (الاجتماعي)
هذا هو ذكاء الأشخاص والبراعة في التعامل معهم وكسب ودهم وترك إنطباع إيجابي لديهم. لديهم تميز في إقامة علاقات اجتماعية وعملية ناجحة مع غيرهم، مع قدرة على تفهم مشاعر وآراء الغير بل والتأثير عليهم أيضًا.
سادساً: الذكاء الجواني
هذا هو ذكاء الذات والبراعة في فهمها والتعرف عليها والتحكم بمشاعرها واندفاعاتها.
سابعاً: الذكاء البيئي
هذا هو ذكاء الطبيعة والبراعة في فهم البيئة الطبيعية من حولنا وروعتها والحب الشديد للإعتناء بها، بالإضافة إلى القدرة على التعرف على مختلف أنواع الكائنات الحية من حولهم ودرايتهم بتصنيفاتها والاختلافات بينها.
ثامناً: الذكاء الموسيقي:
هذا هو ذكاء الموسيقى والبراعة في تلحين الأغنيات والأناشيد وتمييز مستويات الصوت والإيقاعات الجيدة وغير الجيدة بمجرد الاستماع إلى الألحان
القدرات حسب كلفتون (StrengthsFinder)
تقييم CliftonStrengths هو مقياس مصمم لمساعدة الأفراد على اكتشاف مواهبهم ونقاط قوتهم الطبيعية.
استنادًا إلى بحث مكثف أجرته مؤسسة (غالوب)، تم تحديد (34) موهبة، أو “نقطة قوة” موجودة لدى البشر، وهي السبب – كما في بقية جوانب بناء الإنسان – عن الاختلاف بينهم في طبيعة الأعمال التي يتميزون بها ويبرعون فيها.
هذا المقياس نشأ على خلفية تطور ما يسمى بـ (علم النفس الإيجابي) الذي أطلقه العالم الأمريكي (مارتن سليجمان) في بداية القرن الحالي.
يؤكد هذا العلم على أهمية تحديد نقاط القوة لدى الفرد والبناء عليها بدلاً من التركيز فقط على نقاط ضعفهم أو مجالات التحسين.
من هنا جاء العالم (دونالد أو كلفتون) والذي قرر أن الأشخاص الذين يستخدمون مواهبهم ونقاط قوتهم الطبيعية هم أكثر عرضة للوصول إلى النجاح والرضا والسعادة في حياتهم.
كان يعتقد أن الأفراد الذين يفهمون نقاط قوتهم ويمكنهم الاستفادة منها في حياتهم الشخصية والمهنية هم أكثر قدرة على تحقيق أهدافهم وإحداث تأثير إيجابي في العالم.
ما هي القدرات التي يقيسها مقياس (CliftonStrengths)؟
هناك كما ذكرنا 34 موهبة أو نقطة قوة يقوم المقياس بتحليلها وترتيبها لديك. هنا قمنا بتعريف مختصر لجميع هذه المواهب او نقاط القوة
نطاقات مناطق القوة
بعد إصدار مقياس كلفتون، قتمت مؤسسة (غالوب) باقتراح تصنيف نقاط القوة هذه إلى أربعة نطاقات رئيسية حتى يستطيع الفرد رؤية الصورة الكبيرة لمناطق القوة الخاصة به. المجموعات هي:
نطاق التنفيذ (EXECUTING)
الأفراد الذين يمتلكون التميز في هذا النطاق يعرفون كيف يحققون الأهداف ويحولون الخطط إلى واقع على الأرض. عندما تحتاج إلى شخص ما لتنفيذ خطة او تطبيق حل ما، فابحث عمن يقعون في هذا النطاق (نطاق التنفيذ)، فهؤلاء هم الأشخاص الذين سيعملون بلا كلل لإنجازه وتحويل الأفكار إلى حقيقة واقعة.
نطاق التأثير (INFLUENCING)
الأفراد الذين يمتلكون التميز في هذا النطاق يعرفون كيف يصلون إلى الناس ويؤثرون فيهم، ويبيعونهم أفكارهم، ويقنعونهم بها. عندما تحتاج إلى شخص ما يتحمل مسؤولية إيصال صوتك وأفكارك إلى الآخرين داخل المنظمة وخارجها ويتأكد من سماعهم لها، فابحث عمن يقعون في هذا النطاق (نطاق التأثير)
نطاق بناء العلاقات (RELATIONSHIP BUILDING)
الأفراد الذين يمتلكون التميز في هذا النطاق يعرفون كيف يمدون العلاقات مع الآخرين ويقومون ببناء الفرق والمؤسسات وتمتين العلاقات فيها. عندما تحتاج إلى شخص ما يمد العلاقات مع الآخرين ويحافظ على تماسك الفريق، وبناء العلاقات مع مختلف لناس فابحث عمن يقعون في هذا النطاق (نطاق مد العلاقات)
نطاق التفكير الاستراتيجي (STRATEGIC THINKING)
الأفراد الذين يمتلكون التميز في هذا النطاق يعرفون توضيح ما يجب فعله والتركيز عليه، حيث يقومون بجمع المعلومات وفهمها وتحليلها، ويقدمون المساعدة في رؤية المستقبل واتخاذ قرارات أفضل. عندما تحتاج إلى شخص ما يقومون بعمل ذهني متميز فابحث عمن يقعون في هذا النطاق (نطاق التفكير الاستراتيجي)
هل تود معرفة المزيد عن مقياس كلفتون وكيف يمكنك أخذه؟
ختاماً: أعتقد انه مازلنا في بداية الطريق ونقف على شاطئ فهمنا لقدرات الانسان وكيفية تطويرها واستخدامها والبناء عليها. هذا مجال واسع وفيه الكثير من التحديثات، التي سنحاول مواكبتها في هذا المقال في مستقبل الأيام.