مقدمة

هل تعلم ما هي الماركة الشخصية Personal Branding؟

هل أنت قادر على إظهار تميزك والتعريف بشخصيتك وما تملكه من خبرات ومواهب بشكل جيد؟

الماركة الشخصية Personal Branding هي تلك البصمة التي تتركها على من تقابلهم وتحدد تأثيرك على الآخرين، وفي مجال العمل بشكل عام فإن ماركتك الشخصية هي التي تحدد الكثير من نتائج مقابلاتك وتوجه مستقبلك المهني ككل.

هناك دراسات هامة تدور حول هذا الموضوع وكيفية تكوين ماركتك الشخصية التي تعبر عنك وعن مهاراتك وخبراتك وتساعدك في اقناع الآخرين من أصحاب عمل أو متعاقدين أو غيرهم بك، وبالتالي تساعدك في تحقيق أهدافك وتطوير مستقبلك بشكل أفضل وأكثر نجاحاً.

تظهر الماركة الشخصية في جميع تصرفاتك وكلامك وكتاباتك حتى على شبكات التواصل الإجتماعي (Facebook); (Twitter) and (LinkedIn)  دراسة أعدتها شركة Reppler المتخصصة في إدارة السمعة على الإنترنت عن العاملين في قطاع التوظيف في شركاتهم وجدت النتائج التالية:

  • 91% يستخدمون الإعلام الإجتماعي للبحث عن موظفين.
  • أكثر المواقع التي يتم البحث فيها هي:

 (Facebook); (Twitter) and (LinkedIn)

  • 69% من المتقدمين رفضوا بسبب ما رآه مديري التوظيف عنهم في هذه الشبكات.
  • أكثر اسباب الرفض كانت: وضع مهارات وخبرات كاذبة عن أنفسهم – وضع صور غير مناسبة بشكل عام – كتابات غير مناسبة أو سلبية أو التهجم على الموظفين السابقين – ضعف بمهارات التواصل.
  • 68% قالوا إنهم اختاروا أحداً ما للعمل بسبب ما رأوه في ملفه الشخصي على شبكات التواصل الإجتماعي ويعود قبولهم للموظف للأسباب الآتية:
  1. يعطي ملفهم الشخصي انطباع إيجابي عن عن شخصيتهم وكونهم منظمين.
  2. قدمو نفسهم بشكل محترف.
  3. صفحتهم الشخصية (Profile) تدعم ما كتبوه من امكانات عن أنفسهم.
  4. صفحتهم الشخصية تظهر أنهم مبدعون.
  5. ما كتب من قبل الآخرين على صفحاتهم الشخصية عزز الثقة بما يملكه الشخص من خبرات.
  6. تظهر قدرات تواصل جيدة.
  7. أظهرت صفحاتهم الشخصية أن الموظف قريب من المهنة بشكل عام.

من هنا يجب الإهتمام بكل التفاصي التي تُظهِر شخصيتك ومنها مواقع التواصل الإجتماعي وهناك دراسات وكتب تتحدث عن كيفية بناء الماركة الشخصية والسمعة على هذه الشبكات.

يحتوي المقال هنا على عدة توجيهات وأسس ونصائح يجب أن يتم الأخذ بها عند صناعة الماركة الشخصية الناجحة، واتباع هذه النقاط سيساعدك على تجاوز الكثير من العقبات وبناء مستقبلك الذي تطمح إليه.

كيف تبني ماركتك الشخصية

سنجمع هنا باقةً من الدراسات والتجارب التي تتعلق ببناء الماركة الشخصية Personal Branding بشكل قوي وناجح معتمدين على عدة مقالات وأبحاث عالمية حول الموضوع، وتحتاج هذه النقاط للقراءة بتمعن وفهمها بشكل جيد للإستفادة منها كما يجب. وسنبدأ بخطوات التعريف بنفسك وكيف تستطيع كسب الإنتباه وشد الآخرين وأهم النقاط التي يجب التركيز عليها اثناء مقابلات العمل:

  1. إبدا بالتعريف باسمك ثم انتقل بسرعة للنقاط التالية.
  2. عرف عن مهنتك الحالية والإطار العام لعملك:

عدد ما تقوم به فعلاً خلال عملك بجمل مبسطة جداً فهذا ليس الوقت المناسب لتتحدث عن أمور ثانوية تعتبر هنا كمكان عملك والفترة التي قضيتها في عملك، ممكن أن تقول اشياءاً بسيطة مثل: “مجال عملي كمحاسب هو الإحصاء” …

استخدم الزمن المضارع في الجمل التي ستصف ما أنت عليه اليوم كأن تقول مثلاً: “أنا أعمل بالإحصاء منذ 20 عاماً” فمثل هذه الجمل تعطي تأثيراً أقوى على المتلقي.

إذا لم تكن تملك عملاً ولم تعمل في المجال قبلاً فهناك بعض النصائح المساعدة كأن تعمل عملاً تطوعياً تدريبياً أو تخضع لدورة تدريبية حتى لو قمت بعمل لفترة قصيرة تستطيع القول بصدق أنك قد عملت بهذا المجال، اترك التفاصيل في هذه المرحلة، فأنت تريد ايصال فكرة أنك الشخص المناسب لهذا العمل.

  1. التحول من الكلام المجرد إلى إدخال بعض الكلام الذي يحمل المشاعر والمجمِّلات الكلامية:

هذا هو وقت الذي تظهر به شغفك واهتمامك بعملك، تكلم بما يظهر هذا الشغف وما يثير اهتمامك به، أظهر حماسك بجمل وأمثلة كما يلي:

  • “كمختص إحصاء، أحب الإعتناء بكل التفاصيل لتنفيذ إحصاء دقيق وجيد”
  • “أحب العمل مع الآخرين في فريق العمل والمساعدة في دفع تقدم العمل وتنظيم عملية الإحصاء”

هذه النوعية من الجمل تظهر أنك شخص متحفز وتهتم حقاً بما تقوم به وتعتبر هذه أدلة تشير إلى أنك لست قادراً على القيام بالعمل فحسب بل أنت مناسب له تماماً في نظر المديرين.

  1. من الذين يستفيدون من عملك:

مثلاً يقوم مطورو التكنولوجيا ومقدمي الخدمة الإجتماعية كلاهما بمساعدة الناس رغم اختلاف اختصاصاتهم وأعمالهم،ومن هنا يمكنك استخدم الجمل البسيطة مثل “إحصائياتي تساعد في العناية بالمرضى” أو “عملي يساعد فريق العمل الذي أعمل ضمنه” فهذه الجمل جميعاً تشير إلى وسائل مساعدة.

بإضهار الفوائد من عملك فإنك تبدأ في استثمار تأثير قيمة خبرتك وتخصصك.

  1. استهدف مستمعيك بحديثك:

حاول فهم من يجلس بمقابلك ويستمع لك وصمم الرسائل التي تضمنها في حديثك لتناسبهم، حيث يمكن لعملك أن يفيد في خطط الإدارة أو سير عمل “المحاسبة” ككل بشكل تكاملي مع عمل الآخرين بعدة طرق.

حاول أن تستشف ما يمكن أن يكون أكثر أهميةً بالنسبة لمن تتحدث إليه وتحدث عنه، خلال هذا الوقت الذي تتحدث به عما يهم الشخص المقابل فإنك ترسم الصورة المناسبة لك في ذهنه “هذا الشخص قادر على تقديم مساعدة لي ولشركتي”

  1. أكمل الهدف:

ما هو العمل الذي تسطيع مساعدة الآخرين للقيام به؟ فبدل التحدث عن سلسلة من الأشياء التي تقوم بها اختصرها في شيء واحد مهم، مثلاً: “أساعد شركتي في تخفيض النفقات وزيادة الأرباح” جمل بسيطة وواضحة تستثير الآخر لطرح الأسئلة والتعمق بالتفاصيل.

  1. أضهر المشاعر:

ابحث في عملك عما يمكن أن يثير فيك مشاعر إيجابية واظهر هذه المشاعر حتى لو ببسمة، فعند إضهارك جانب المشاعر فإنك توصل فكرة عن كم أنت مناسب في تكوين التركيبة الإجتماعية للشركة.

عند إجابتك عن السؤال: “حدثني عنك” بجمل قيمة ومهمة فأنت توصل فكرة عن مؤهلاتك التي تحترف القيام بها وتبني اهتماماً بشخصك وتزيد فرص وجودك بالنقاش كعنصر رئيسي، ومن ثم فإنك تسير بالطريق الصحيح لإنهاء المقابلة بنجاح والحصول على العمل.

 

من ناحية أخرى فإن بناء صورة شخصية قوية بشكل عام هو العامل الأساسي في تحديد قدرتك على التعامل في المقابلات وجذب الإهتمام إليك وتحقيق النقاط أعلاه وفيما يلي بعض القواعد الأساسية لبناء هذه الشخصية القوية والماركة الشخصية بشكل عام:

 

أولاً:  لا تستسلم أبداً:

الإستسلام يعني أنك لن تنجز أهدافك البعيدة وأحلامك ابداً وستخسر المنافسة لصالح منافسيك الذين سيحصدون المزيد من النجاح وتفقد احترم أقرانك لك شيئاً فشيئاً.

قبل أن تبدأ في أي عمل أو مشروع يجب توفر ثلاثة شروط هي: رغبتك واهتمامك في مجال العمل – امتلاكك الخبرة اللازمة للعمل – وجود التمويل اللازم للعمل، وإن بدء أي مشروع ينقصه أحد الشرطين الثاني والثالث قد يسبب بإحباط حماسك ودفعك للتساؤل لماذا بدأت بذلك أصلاً.

 

ثانياً: ثـــِق بنفسك حتى يثق بك الآخرون:

أفضل طريقة لجعل الآخرين متحمسين للعمل معك هي أن تكون قادراً على جعلهم يشعرون بالمشاعر التي تريدهم أنت أن يشعروها، وإن هذا الشعور لا يمكن أن يكون مزيفاً لكن يظهر ذلك مباشرةً.

 

ثالثاً: إعرف نفسك وما تملكه من خبرات ومهارات تماماً:

هذا يساعد الآخرين في معرفتك، حيث تبدأ عملية معرفتك لنفسك ومهاراتك بما يسمى “الإكتشاف Discover”.

باكتشافك ماركتك الشخصية وتحديد اهتماماتك وتطلعاتك أو محفزاتك الذاتية ستكون أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين، كما أن عدم معرفتك لنفسك بشكل جيد يؤدي بك إلى الدخول في مواقف محرجة في نقاشاتك وتعجز عن تحقيق تأثيرك على الآخرين وأهدافك.

 

رابعاً: استفد من القدرات والملكات المتفردة التي تُظهر شخصيتك الحقيقية:

من السهل على أي شخص أن يخفي شخصيته الحقيقية لفترة وتقمص شخصية أخرى، هذا يحدث كثيراً في الحياة الطبيعية كما في أول لقاء بين شخصين حيث يظهر كل شخص الأشياء التي يعتقد أنها جيدة ويخفي الأشياء التي يعتبرها سيئة.

في الحقيقة الآخرين لا يتعاملون معك بثقة وبأريحية إلا عندما ننعامل معهم بشخصيتك الحقيقية فالعقل البشري يعمل باللاوعي على فلترة التصرفات التي يقوم بها الشخص الآخر تقليداً لغيره والتي تكون غير نابعة من شخصيته الحقيقية، لذلك حاول أن تتصرف وفق طبيعتك كي تبدأ علاقة صحيحة ومستمرة مع الآخرين.

 

خامساً: عندما تستنسخ شخصية شخص آخر فإنك تسوق نفسك كسلعة رخيصة بطريقة رخيصة:

مثلاُ لو كتب أحد أصدقاءك شيئاً ما على موقع التواصل الإجتماعي ولاقى استجابة كبيرة وقمت بنسخ ما كتب إلى ملفك الشخصي كمنشور فإنك لن تحصل إلا على تجاوب ضعيف، الناس أصبحت بحالة ملل من آلاف شركات التسويق والتي تملك نفس المنتجات.

ستكسب قدر أكبر من التفاعل والإحترام والإهتمام بحال كنت نفسك وكنت تتصرف وتتكلم بما يعبر عن شخصيتك.

 

سادساً:  أجعل تصرفاتك وكل ما يصدر عنك متلائماً مع شخصيتك إذا أردت بناء ماركتك الشخصية:

حتى صفحاتك الشخصية على مواقع التواصل الإجتماعي تشبهك وتعبر عنك، لذلك حاول أن تكون تصرفاتك وكلامك يدل على شخصيتك وضمن إطار طريقتك الشخصية، فتعود الناس على نمط معين في اللباس والكلام والتصرفات الذي تقوم بها في كل حالاتك يجعلهم يشكلون انطباع عنك ويساهم في جعل اسمك مشهوراً ومعروفاً أكثر.

 

سابعاً: تحتاج إلى ثلاث أشياء لتنجح في عملك:

الشغف … والخبرة… وبرنامج دعم

الشغف بالعمل يجعلك لا تقبل الإستسلام.

الخبرات تسمح لك بتلبية متطلبات الوظيفة والعملاء.

برامج الدعم هي الطريقة الوحيدة التي تجعلك تتقدم في العمل.

بالتأكيد سيتبادر لذهنك “لكن هناك امور أخرى ضرورية للعمل” لكن في الحقيقة لا يوجد غيرها لأن كل شيء سيتحقق بمجرد امتلاكك هذه الأشياء الثلاثة.

 

ثامناً: اتخذ موقفاً من الأحداث والمواضيع فلا أحد يهتم بمن هم على الحياد:

أن تمتلك رأي في أي موضوع مهم جداً في عالم أصبح يملك الكثير من مصادر المعرفة والثقافة بعد انتشار الإنترنت خاصةً.

ما يستثير الآخرين للتحدث والسؤال هو أن تكون في أحد الجانبين وليس في الوسط.

 

تاسعاً: الإنسان يحصد ما يزرع:

لذلك فاعمل بجد قدر استطاعتك وسوف تحصل على نتائج مذهلة، فعملك لثمان ساعات يعني أنك تمتلك ثمان ساعات من الفرص والنتائج الجيدة المتوقعة.

شبكات التواصل الإجتماعي تجبرنا على العمل بجد أكثر بسبب وجود فرص أكبر فيها والشركات تستخدم هذه الشبكات لإيجاد الموظفين مثل موقع اللينكدإن LinkedIn مثلاً.

 

عاشراً: أرسم تصوراً لمستقبلك واعمل كل يوم لتحقيقه:

خذ وقتاً بالتفكير بما أنت عليه الآن: اقتصادياً – وظيفياً – تكوين العائلة – العلاقات …

وضع تصوراً عن ما ستكون عليه بعد خمس أو عشر أو خمس عشر عاماً عاماً … فلو قمت بعمل واحد كل يوم لتحقيق أهدافك البعيدة فإنك ستصل إليها بكل تأكيد، هذا يمكن أن يعني أن تجلس لوحدك ساعة يومياً للتفكير في ذلك وما هي الأعمال التي ستقوم بها يومياً وما الذي يمكن أن يساعدك على التقدم باتجاه مستقبلك متجاهلاً الأعمال القصيرة الأمد أو الحالية التي لا تستمر.

مشاركة

الأقسام: الوعي الذاتي

بواسطة Ahmed Mostafa

اترك تعليق