كيف تعرف النصيحة الصحيحة؟
كثيرًا ما تسمع في المرحلة الثانوية نصائح حول الالتحاق بالتخصصات التي توصف بأنها ’مرغوبة في سوق العمل‘، فيما يعني أن الطالب عندما يتخرج من الجامعة من هذه التخصصات يسهل عليه أن يجد وظيفة؛ بسبب حاجة سوق العمل لهذا التخصص..
فهل هذه النصيحة صحيحة أم لا؟
ستكون هذه النصيحة مفيدة في حالة واحدة، إذا كان هذا التخصص مرغوبًا من الطالب أيضًا مثلما هو مرغوب من سوق العمل. فهذا التخصص سيكون مناسبًا إذا ـ وإذا فقط ـ ناسب قدراتك وميولك ونقاط القوة لديك. أما إذا لم يكن مناسبًا لقدراتك فهو غير مناسب لك، وإن كان مطلوبًا من سوق العمل.
على سبيل المثال تخصصات مثل المحاسبة، والحاسب الآلي، والهندسة، توصف بأنها مرغوبة في سوق العمل، لكن لننظر إلى المحاسب أو المهندس الذي لا يملك ميولاً بحثية ولا واقعية، وليس لديه قدرات خاصة في المنطق الرياضي. إنه إذًا مهندس غير كفء وغير موضع تقدير من رؤسائه وزملائه وعملائه، وهذا لأنه اختار مجالاً لا يناسبه منذ البداية.
لذلك، وإذا لم تملك ميولاً بحثية وواقعية وقدرات في المنطق الرياضي فلن يصبح تخصص مثل الهندسة مناسبًا لك، حتى وإن كان مطلوبًا في سوق العمل.
وعلينا كمرشدين ألا نخطيء في النصيحة ـ دون قصد منا ـ لطلابنا وأبناءنا وإخواننا بالالتحاق بتخصصات لا تناسب قدراتهم وشخصياتهم لمجرد أنها تخصصات مطلوبة؛ الأمر ليس متوقفًا على مجرد الحصول على وظيفة، وإنما أيضًا على مدى الاستمتاع بالوظيفة والقدرة على الإبداع والتميز بها.
إن تلتحق بتخصص يناسبك تكن نشيطًا مجتهدًا في الدراسة، تنجح في الجامعة وتحقق نتائج جيدة، ثم تلتحق بعمل ممتع. وإن لا، فلتنفي الجملة السابقة.