ستة أسباب ستجعلك تفكر بالعمل التطوعي اليوم
يزداد الحديث هذه الأيام عن العمل التطوعي ولا شك أنه جزء مهم من حياتنا – أو يجب أن يكون كذلك – خاصة وأن ديننا الحنيف أمرنا وحثنا عليه وجعل للمتطوع من الأجر ما يكفي لتحفيزنا على الالتزام به. والحقيقة أن هناك مصالح أخرى عديدة ومهمة تتحقق لنا من العمل التطوعي على المستوى الشخصي والمهني. في هذا المقال سنستعرض أهم هذه المزايا والفوائد:
ما أهمية العمل التطوعي؟
-
تطوير الخبرات
الشكوى المتكررة من الخريجين الجدد هي مطالبة الشركات بوجود خبرة لدى المتقدم للعمل ودائماً ما يكررون: (من أين نأتي بالخبرة؟) العمل التطوعي يقدم الإجابة على هذا السؤال لو تم اختيار طبيعة العمل التطوعي بشكل صحيح. لا تقبل على العمل التطوعي لأخذ الأجر فقط أو بسبب ضغط الأصدقاء بل قم باختيار ما يمنحك خبرة محددة تتناسق مع هدفك المهني، فعلى سبيل المثال، لو أنني أود العمل في مجال التسويق، فسأقوم بالعمل التطوعي في مجال تسويق مشروعات خيرية أو أعمال تسويقية في منظمات خيرية.
-
اكتساب المهارات
المهارة هي أداء مهمة محددة بشكل متميز. وهناك امثلة كثيرة على المهارات مثل الكتابة والخطابة والإقناع وغير ذلك. والحقيقة أن الطريق الوحيد لتطوير أي مهارة – ولا نقصد هنا المعرفة بل المهارة- هي الممارسة العملية الحقيقية. عندما تمارس تتكون روابط عصبية جديدة في المنطقة الدماغية المسؤولة عن هذه المهمة وبالتالي تسهل عليك أداءها وتحسن جودتها في المرة القادمة. ومرة بعد مرة ستجد أنك قد تمكنت من أدائها بسبب كثافة التشابكات العصبية التي تكونت. مرة أخرى.. لا يمكن لهذا أن يتحقق إلا بالممارسة الفعلية والعملية للمهارة وهذا ما يوفره العمل التطوعي إذا تم اختياره بعناية حتى يحقق هدف تطوير المهارة المحددة.
-
بناء شبكة العلاقات
عندما تتشارك مع أشخاص جدد في عمل تطوعي فإن ذكريات إيجابية تنشأ وتنغرس لدى كل منكم مما يؤدي إلى توثيق هذه العلاقة وفي النهاية مد شبكة علاقات مع الآخرين. العمل التطوعي يتيح لك الالتقاء بنوعيات مختلفة من الأفراد وبناء العلاقات معهم والاستفادة منه. ومثال ذلك أن تعمل مع محامي متقاعد لديه خبرة وعلاقات واسعة تستطيع الاستفادة منها.
-
الدعم الأكاديمي
تهتم العديد من الكليات والمدارس الثانوية بالعمل التطوعي الذي تربطه بمدى التزام الطالب وقدرته على تحمل المسئولية والمشاركة الاجتماعية، وتعطي لذلك تقدير بطريقة ما (أولوية في الدراسات العليا، تقدير من الأساتذة،..)
-
الحصول على الشهادات والأوسمة
عندما تتقدم إلى شركة ما فإنها حريصة على التعرف على قدراتك وخبراتك والمهارات التي يمكن أن تضيف قيمة إضافية للعمل. العمل التطوعي يمنحك شهادة رسمية تخبر الآخرين بأنك مميز ومبادر ولديك خبرة في مجال محدد. هذه قيمة مضافة لسيرتك الذاتية تميزك عن الآخرين من اقرانك
-
أخرى
يساعدك العمل التطوعي على كسر حواجز الخوف أو سوء الفهم واستكشاف ذاتك وشخصيتك، فضلا عن قضاء وقت ممتع ورائع.
من أين أبدأ؟
هناك العديد من الأفراد، والأماكن والمؤسسات التي تحتاج إلى مساعدتك، وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدك على اتخاذ الخطوة الأولى:
- ابحث في الحي الذي تعيش فيه عن لجان التنمية الاجتماعية الأهلية ففيها فرص مميزة للعمل التطوعي.
- تواصل مع الجمعيات الخيرية الكبرى والجمعيات الخيرية في التخصصات المختلفة (طبية، تنمية مجتمعية، ثقافية،..) فستجد لديهم بعض الفرص التي تتاح بين حين وآخر (لا يعني أن الفرص متاحة دائماً) خاصة في المواسم مثل الحج أو الصيف أو غيرها
- قم بالاتصال بالنوادي والجمعيات الطلابية فالعمل فيها متيسر وفي مجال قريب من تخصصك ولكن قم باختيار الدور الذي يعزز مهاراتك
- الغرفة التجارية وفروعها لديها العديد من اللجان التي تهتم بالجوانب الانسانية وبالتأكيد هم بحاجة إلى من يساعدهم في أداء مهمتهم
- اتصل بإمام المسجد أو أحد المشايخ وقادة المجتمع المشهورين فمثل هؤلاء يملكون علاقات مميزة في هذا المجال
- قم بحضور المعارض في المجالات المختلفة حيث تتواجد الجمعيات الخيرية (ستجدهم بسهولة لأن منظمي المعارض يمنحونهم مساحات مجانية)
أسئلة هامة قبل أن تبدأ في عمل تطوعي
ينبغي عليك أن تختار النشاط التطوعي الذي يتفق مع ميولك واهتماماتك. اطرح على نفسك الأسئلة التالية قبل أن تتطوع بالعمل لدى أية مؤسسة:
- ما الوقت المتاح أمامي للقيام بمهام هذا العمل؟
- هل أرغب في مهام قصيرة الأجل أم طويلة الأجل؟
- ما هي مهاراتي وقدراتي التي قد تفيد المؤسسة؟
- ما الخبرة التي أسعى على تحصيلها؟
- ماذا أريد أن أتعلم من خلال العمل التطوعي؟
- ما الذي أريد أن أقوم به من خلال العمل التطوعي؟
- هل سأعمل وحدي أم مع مجموعة؟
- ما نوعية الأشخاص الذين أرغب في أن أعمل معهم ـ سواء المستفيدين من خدماتي أم زملائي؟
هذه نظرة سريعة إلى عالم التطوع.. أرجو أن تتذكر هذا الوصف دائماً: “العمل التطوعي هو عمل بالمجان لكنه لا يقدر بثمن”. شكرا لوقتكم