الإمكانات Possibilities

أطلق العنان لمقدراتك

ما تخافه ستلاحظه أكثر من الآخرين: رغم أنك تدرك أن العناكب مخلوفات صغيرة غير مؤذية ولكن بأي وقت تلاحظ وجود شبكة عنكبوت في قبو منزلك سينتابنك الخوف بسبب رهابك منها، أي أنه إذا كان لديك رهاب من العناكب فسوف تلاحظها أكثر من باقي الأشخاص ومما نراه يكون متأثراً بشدة بما نتوقعه، هذا مبدأ قوي وله تأثير هام على كلاً من حياتنا الشخصية والتنظيمية

خلال سنوات حاول المسؤولين العمل على التوسع في هذا المبدأ فظهر بعض النظريات تتحدث عن تأثير توقعات الآخرين لنا علينا، فقد وجد علماء النفس أن: “أن توقعات القائد العالية من الفريق تنعكس على الأداء بحيث يحسن ذلك أداء الجميع، ومن جهة أخرى فإن التوقعات المنخفضة للقائد تؤثر بشكل سلبي على الأداء ككل”.

عندما نصبح قادرين على جعل توقعاتنا الخاصة لأنفسنا هي المحفز من أجل تحسين أداءنا ورفع مستواه والحصول على إنجازات أهم سنصبح عندها نملك الدافع لنجاحنا بشكل مستقل عن الآخرين.

يعتبر ذلك المبدأ عاملاً مهماً في الأداء الوظيفي، حيث أن القائد الناجح هو الذي يساعد الموظفين من لأن يؤمنوا بأنفسهم وقدرتهم على القيام بعمل جيد وفتح المجال أمام إطلاق إمكاناتهم من أجل تحقيق النجاح.

العلاقة المتبادلة بين الثقة بالنفس والأداء الجيد تتمثل في أن التوقعات العالية التي يثق العامل بأنه قادر على تحقيقها تساهم في رفع مستوى أداءه، وبالمقابل فإن الأداء الجيد ينعكس على الثقة بالنفس ويحفز الشخص من أجل رفع مستوى توقعاته الشخصية لنفسه.

الأشخاص الذين يملكون ثقة عالية في قدرتهم على القيام بأداء جيد هم أكثر تمتعاً بالصحة وأكثر فعالية وعادةً هم أكثر نجاحاً من الذين لديهم مستوى منخفض من الثقة في قدرتهم الذاتية.

هذه الثقة بالقدرات الذاتية (Self-Efficacy) تحدد الكثير من خياراتنا، فزيادة الثقة بقدراتنا تقودنا غالباً للبحث أكثر عن تحديات جديدة ويجعلنا أكثر إصراراً على مواجهة المصاعب والعقبات، ويمكن القول: “ما نحن عليه هو ما نضن أنفسنا أننا قادرين على تحقيقه”

العلم الحديث أثبت ذلك من خلال الأبحاث التي أجريت على الدماغ والتي وجدت أن دماغنا ليس جامداً بل هو متغير ومتطور وقادر على تنظيم نفسه، وحتى أن المشابك العصبية لدينا تتغير بعد حوالي 20 دقيقة فقط من بدء النقاش!! هذا يفسر الأثر الذي يسببه الحديث الذي يقوم به المدير أو القائد بحيث يرفع من خلاله ثقة الموظفين بأنفسهم وقدراتهم ورفع مستوى توقعاتهم.

ما هو رأيك في نفسك فيما يخص إمكاناتك التي لا تستخدمها؟

على مقياس من 1 إلى 10 كيف تقيم ثقتك بقدراتك الذاتية؟

ما هي توقعاتك وآمالك عن نفسك؟

ما الذي تريد أن تجذبه ليكون ضمن حياتك المهنية أو الشخصية؟

ما الذي تريد أن تعرف به كقائد؟

تم طرح هذه لأسئلة على حوالي 12 شخص من المهنييين الناجحين جداً في المجال التقني، الجميع ذكر _متجاهلاً احتمال الفشل- توقعات عالية لأنفسهم في المستقبل، الغالبية كانوا في منتصف العمروكانوا يبحثون عن إجابات فلسفية عميقة للسؤال: “ما الخطوة التالية بالنسبة لي؟” في تخطيط المستقبل.

قال أرسطو ناصحاً: “إبحث عن المعنى وعن السعادة” واعتماداً على هذه المقولة فإن بعض الكتب الفلسفية تقودنا للبحث في تفاصيل تلك النصيحة، مثلاً كيف نستطيع حل التوترات الناتجة ما بين اهتمامك بالعمل او بالعائلة وكيف نستطيع إيجاد المعنى والنجاح، وكيف يمكن ان نخلق علاقات جيدة ضمن بيئة العمل … بحال كان أرسطو محقاً بأن الحياة الجيدة تعتمد على تحسين المقدرات الإنسانية للفرد، فإن خلق البيئة المناسبة للموظفين من أجل القيام بذلك هي مسؤولية أخلاقية على عاتق قادة الشركة أو المنظمة … فالقادة الذين ينكرون حق الموظفين في تطوير قدراتهم فهم يسلبونهم حقهم في تطوير إنسانيتهم.

قراءة الكتب التي تبحث في مثل هذا المجال تكون مفيدة جداً، ويجب قبل البدء في قراءة كتب متخصصة في تطوير القدرات الذاتية أن تقوم باستكشاف لشخصيتك في مواضيع مثل:

  • ماذا يعني أن تحيا حياة جيدة؟
  • ما الذي يجب أن أقوم به ولا أقوم به حالياً لأصبح سعيداً؟ وما الذي أقوم به الآن ويجب ان أتوقف عن القيام به؟
  • كيف يمكنني أن أخلق الفرصة للذين يعملون عندي كي يكونوا سعيدين؟
  • كيف يمكنني تطبيق الإلتزام الذاتي بحيث أصبح قاراً على التفكير فيما سيجعلني سعيداً على المدى الطويل؟
  • ما هو التميز الشخصي وكيف يمكنني أن أحقق ذلك؟
  • كيف يمكنني أن أكون ناجحاً في اختصاصي المهني وفي نفس الوقت الحصول على المعرفة والتمتع بالهوايات والإهتمامات
  • إلى أي مدى تتأثر سعادتي الشخصية بعلاقتي مع العالم الذي يعيش فيه كل من الآخرين؟

من أجل تحقيق الهدف من كل ما سبق ومن أجل تعزيز إمكاناتك وإطلاق مقدراتك، ومن أجل تعزيز ثقتك بنفسك وبقدراتك هذه ورفع مستوى توقعاتك لنفسك … لتحقيق كل ذلك فكر بأمور مثل:

 ما هي لخطوات الأهم التي عليك اتخاذها من أجل إطلاق مقدراتك؟

ما هي التحفظات التي تحتاجها من أجل الإنتقال من ما بين المصطلحات والكلام إلى التطبيق وتحقيق الإنجازات؟

ما هي طريقة التفكير التي يمكن أن تحتاجها للبقاء في المقدمة؟

يقول تشارلز م. شواب Charles M Schwab: “لم يولد أحد من مع صمام للتحكم بقواه أو لإيقافها، كما لا يوجد حدود مسبقة لقدراتنا، ولا يوجد أي شيء يمكنه أن يحد من تقدم أو تطور أي منا.”

من هنا يمكن أن لمن يخاف العناكب أن ينظر إليها من جهة أن ما تخيطه من شباك قد يكون من أكثر ما في الكون من إبداع وأعاجيب.

مشاركة

الأقسام: الوعي الذاتي

بواسطة Ahmed Mostafa

اترك تعليق