الأخطاء الشائعة  أثناء البحث عن عمل

 

يعتقد كثير منا أن أخطاء البحث عن عمل هي حكر على الشباب حديثي التخرج ممن تنقصهم الخبرة الجيدة بسوق العمل ومتطلباته، لكن حتى المحترفين ممن قضوا سنوات في العمل قد يقعوا في بعض الأخطاء أثناء البحث عن وظيفة جديدة. لذلك، سواء كنت شاب حديث التخرج أو محترف تفكر في البحث عن وظيفة جديدة فان نظرة سريعة على السطور التالية سوف تساعدك على تجنب الأخطاء الشائعة التي قد تحول بينك وبين نجاحك في الحصول على وظيفة أحلامك.

  1. عدم التفكير في حياتك المهنية ككل:

يخطي كثير من الباحثين عن عمل عندما يحاولوا أن يبحثوا عن أية وظيفة في أقرب وقت ممكن، ربما بسبب الخوف من أن ينتهي بهم الحال عاطلون بلا عمل. لكن الحقيقة أن هذا تصرف غير سليم على المدى البعد. فعندما تبحث عن عمل اسأل نفسك: إلى أي مدى سوف تساعدني هذه الوظيفة على التقدم في حياتي المهنية وتحقيق أهدافي؟ وإذا وجدت أن الوظيفة لا تفيدك فربما كان تأخر عدة أيام أو حتى عدة شهور خير لك من التضحية بطموحاتك والعمل في مجال غير مناسب لك. باختصار، ركز على حياتك المهنية ولا ترضى بأي وظيفة.

  1. عدم التخطيط الجيد لعملية البحث:

إن البدء في البحث عن عمل دون تخطيط مسبق أشبه بسيارة على الطريق السريع لا يعرف قائدها وجهته. بالتأكيد النتيجة الحتمية التي تنتظره في مثل هذه الحالة هي أن يضل طريقه وبالتالي يفشل في تحقيق هدفه.

لذلك، قبل البدء في عملية البحث عن عمل عليك أن تحدد ما تريده. اطرح على نفسك الأسئلة التالية:

  • ما الوظائف التي أرغب في الالتحاق بها؟
  • ما الشركات التي قد توفر مثل هذه الوظائف؟
  • ماذا عن المرتبات؟ المهام الوظيفية؟ ساعات العمل؟
  • كيف يمكنني أن أتواصل مع أصحاب الشركات؟
  • ما الشيء الذي يميزني عن باقي المتقدمين؟ كيف أُقنع صاحب العمل أنني الشخص المناسب؟
  • ما خطوات البحث عن عمل التي سوف أعتمد عليها؟

ومن خلال إجاباتك على هذه الأسئلة ضع خطة تفصيلية واحرص على تقييم تقدمك من وقت لآخر لاتخاذ الإجراءات التصحيحية إذا استدعى الأمر ذلك.

  1. إعداد سيرة ذاتية غير احترافية:

سيرة ذاتية ضعيفة تعني برنامج تسويقي سيء لمهاراتك وخبراتك مما قد يؤدي إلى الفشل في الحصول على وظيفة جيدة، فالسيرة الذاتية هي أول ما يجذب اهتمام صاحب العمل لك ليقرر ما إذا كنت سوف تنتقل لمرحلة المقابلة الشخصية أم لا. ومن أهم الأخطاء الشائعة في إعداد السيرة الذاتية:

  • استخدام نفس السيرة الذاتية عند التقدم لعدد من الشركات والقطاعات المختلفة. احرص على أن تركز سيرتك الذاتية على المهارات والخبرات الضرورية للوظيفة التي تتقدم لها، أما أن تقوم بإعداد سيرة ذاتية تصلح لكل الأغراض، فهذا تصرف غير احترافي على الإطلاق.
  • التطويل الزائد والممل، فتجد السيرة الذاتية تتجاوز عدة صفحات. ربما كان ذلك مقبولا بالنسبة لشخص لديه خبرة عشر سنوات على الأقل، أما بالنسبة لخريج جديد فلابد من التركيز على التفاصيل الهامة فقط بحيث لا تتجاوز السيرة الذاتية صفحة واحدة. ضع في اعتبارك أن صاحب العمل أمامه مئات السير الذاتية، وهكذا لن يمنح سيرتك الذاتية أكثر من عشر ثواني ليتخذ قراره. لذلك، ركز على المهارات والخبرات والمؤهلات التي تجذب انتباهه وسط هذا الكم من السير الذاتية.
  • توزيع سيرتك الذاتية على عدد ضخم من مواقع التوظيف أو أصحاب العمل في نفس الوقت. في الحقيقة، تصرف كهذا لن يساعدك في الحصول على وظيفة، فعلى أقل تقدير لن تتمكن من تعديل التفاصيل بحيث تتناسب مع متطلبات الشركة، مما يقلل من فرص اتصالهم بك، خاصة وأن المسئولين سوف ينظروا إليك كشخص بلا هدف محدد أو كشخص يرغب في أي وظيفة. كذلك، لن تتمكن من متابعة صاحب العمل والتواصل معه بالتليفون أو البريد الالكتروني. وأخيرا، سوف ينظر صاحب العمل إلى رسالتك الالكترونية على أنها إحدى الرسائل العشوائية أو غير المرغوبة، وبالتالي سوف يتجاهلونها خاصا إذا لم يكونوا قد أعلنوا عن طلب موظفين.
  • إرسال السيرة الذاتية لعدد من مواقع التوظيف دون الاكتراث بحماية خصوصيتك وبياناتك الشخصية( الاسم، الهاتف، العنوان…الخ). بالتأكيد يفضل أصحاب العمل وجود بيانات اتصال تتيح لهم سهولة التواصل مع الباحثين عن عمل، وان كان لذلك بعض المخاطر، فمن جهة قد يستغل البعض هذه البيانات الشخصية لانتهاك خصوصيتك أو سرقة هويتك.

 ومن جهة أخرى، ربما كنت تبحث عن وظيفة جديدة قبل أن تترك وظيفتك الحالية. السؤال الآن، كيف سيكون شعور صاحب العمل إذا وجد سيرتك الذاتية على مواقع التوظيف؟  احرص على حماية هويتك ووظيفتك الحالية وكن حريصا في التعاملات الالكترونية، ويمكنك مثلا أن تضع عنوان بريد الكتروني شخصي غير معروف أو تطلب التواصل من خلال موقع التوظيف أو موقع الشركة الجديدة التي تقدمت لها.

  1. الاعتماد على مواقع التوظيف الشهيرة فقط:

بالتأكيد المواقع المعروفة والشهيرة تمنحك فرصة جيدة لأن تصل سيرتك الذاتية لأكبر عدد ممكن من أصحاب الشركات، لكنها قد تتطلب منك دفع رسوم مرتفعة نسبيا. كذلك، قد يحجم بعض أصحاب العمل عن استخدامها ،خاصة إذا كانت الشركة تواجه أزمة مالية أو تسعى إلى تخفيف المصروفات، وبالتالي يتجهوا إلى المواقع الأصغر والأقل تكلفة التي يمكنهم أن يجدوا فيها الموظفين الذين يبحثون عنهم. لذلك، احرص على أن تتقدم بسيرتك الذاتية للمواقع الصغيرة أيضا.

  1. تركيز عملية البحث على شبكة الانترنت فقط:

حتى إذا كنت تبحث عن عمل إضافي من المنزل، لا تركز جهودك على البحث الالكتروني فقط، فمعظم الوظائف نحصل عليها من خلال معارفنا وأصدقائنا. لذلك، عليك أن تستخدم الانترنت كإحدى أدوات البحث.

  1. التقدم للوظيفة بالرغم من عدم انطباق الشروط المطلوبة عليك:

إن الضغط على زر”التقدم لهذه الوظيفة” ليس بالأمر الصعب، لكن ماذا لو كانت الشروط لا تنطبق عليك؟ هل تتوقع أن يقبل بك صاحب العمل؟ هل تتوقع أن ينظر إليك كشخص محترف؟ في الحقيقة، تصرف كهذا لن يساعدك في الحصول على الوظيفة، بل على العكس قد يحرمك من أي فرصة عمل مناسبة لك قد يعلن عنها صاحب العمل فيما بعد.

  1. الاعتماد على البريد الالكتروني كالوسيلة الوحيدة للتواصل:

على الرغم مما يوفره البريد الالكتروني من إمكانية تواصل فورية غير مكلفة، إلا أن اتجاه كثير من أصحاب العمل أو مسئولي التوظيف إلى استخدام برامج مكافحة الرسائل العشوائية قد يحول دون وصول رسائلك إليهم فقد يتم حذفها أو تجاهلها. لذلك، احرص دائما على إجراء اتصال هاتفي أو إرسال رسالة SMS  للتأكيد على رسالتك الالكترونية، أو اتصل بصاحب العمل أولا لطلب إضافتك لقائمة الأصدقاء بحيث لا يتم تجاهل رسالتك كإحدى الرسائل العشوائية.

  1. استخدام بريدك الالكتروني في مكان العمل:

بالإضافة إلى أن استخدامك أصول الشركة (الأجهزة، والبرامج، ووصلة الانترنت) لأغراض شخصية يعد انتهاكا لقوانين العمل وسياسة الشركة، فان ذلك قد يؤدي إلى فقدان وظيفتك الحالية لأن صاحب العمل قد يكتشف أنك تبحث عن عمل جديد. كما أن استخدام البريد الالكتروني لشركتك في التقدم لوظيفة جديدة قد يكلفك احترام وثقة صاحب العمل أو مسئول التوظيف الجديد، أضف إلى ذلك أنك لن تتمكن من استخدام هذا البريد الالكتروني في حال اضطررت إلى أن تترك وظيفتك الحالية لأي سبب من الأسباب.

لذلك، في حال لم يكن لديك بريد الكتروني شخصي خاص بك، لا تستخدم بريد الشركة وابدأ بتكوين حساب خاص بك على الياهو أو الهوتميل أو الجيميل.

  1. عدم البحث عن صاحب العمل الجديد:

استخدم الانترنت للبحث عن الشركة والتعرف على صاحب العمل المحتمل وتقييمه والتواصل معه، ثم قم بتعديل سيرتك الذاتية وخطاب التغطية بما يتفق مع نتائج البحث، ولا تنسى أن تبهر صاحب العمل أثناء المقابلة الشخصية بما جمعته من معلومات عن رسالة الشركة ورؤيتها وأهدافها، ومنتجاتها، وخدماتها، ووضعها في السوق، والشركات المنافسة..الخ.

يمكنك أن تجد مثل هذه المعلومات على الموقع الالكتروني للشركة، أو مواقع البحوث المالية والسوقية، أو المواقع الاقتصادية والإخبارية المتخصصة، أو التقارير السنوية، أو تقارير المستثمرين، أو أدلة الهاتف الالكترونية، أو مواقع التوظيف التي تنشر نبذة مختصرة عن الشركات المعلنة، أو حتى البحث الحر في محركات البحث. ويمكنك كذلك أن تكون فكرة جيدة عن ثقافة الشركة وسياسة العمل التي تتبعها من خلال التواصل مع أي من العاملين فيها.

  1. استخدام بريد الكتروني غير احترافي:

تجنب استخدام عناوين بريد الكتروني  مثل 2good2btrue@whatever.com للتواصل مع أصحاب العمل، فعلى أقل تقدير قد يتشكك صاحب العمل في جديتك، وربما تم حذف رسالتك او تجاهلها باعتبارها رسالة عشوائية.

  1. عدم استخدام برنامج مكافح فيروسات جيد:

في كثير من الأحيان، تحمل الرسائل البريدية فيروسات ،خاصة إذا كانت تتضمن مرفقات بصيغة الوورد، مما يترك انطباعا سيئا جدا لدى صاحب العمل. هذا بالطبع خلاف حقيقة أن المصير الذي ينتظر رسالتك هو الحذف. لذلك، احرص على استخدام برنامج حماية جيد وحدثه باستمرار.

  1. التركيز على إعلانات التوظيف:

ضع في اعتبارك أن ما يقارب 70-80% من فرص العمل لا يتم الإعلان عنها. لذلك، احرص على ألا تقتصر في بحثك على الشركات التي تنشر إعلانات توظيف، بل تقدم للشركات التي قد تكون مصدرا لوظيفة أحلامك واعرض عليهم خدماتك فربما تجد من يرشحك هناك عندما تتوفر فرصة عمل.

  1. إرسال أوراقك إلى الشخص الخطأ:

مع تزايد اعتماد الشركات والباحثين عن عمل على شبكة الانترنت أصبح من السهل على أي شخص إرسال أوراقه إلى مواقع الشركات، وهكذا، قد تستلم الشركات مئات، وأحيانا آلاف، السير الذاتية التي يتم تحويلها إلى أقسام الموارد البشرية دون أن يطلع على غالبيتها أي من مسئولي التوظيف.

إذا كنت ترغب في الحصول على فرصة عمل، فان عليك أن تتجه مباشرة للشخص المسئول عن اتخاذ قرار التوظيف(ضع في اعتبارك أن موظف الموارد البشرية لم يكن أبدا صاحب مثل هذا القرار). لذلك، ابحث عن هذا المسئول وتواصل معه، وفي حال كنت تتقدم لوظيفة معلن عنها فاحرص على إتباع التعليمات والتي تتطلب تقديم الأوراق لقسم الموارد البشرية، لكن لا تنسى أن تخطره بأن بياناتك موجودة في قسم الموارد البشرية.

  1. عدم الاستعداد الجيد للمقابلة الشخصية:

كما تعلم المقابلة الشخصية هي وسيلة يستطيع من خلالها صاحب العمل أن يتعرف عليك للتأكد من أنك الشخص المناسب للوظيفة المعلن عنها. ومن الخطاء الشائعة التي قد تترك انطباعا سيئا لدى صاحب العمل:

  • الوصول متأخرا أو مبكرا جدا.
  • إهمال المظهر أو ارتداء ملابس متكلفة أو غير مناسبة، كان ترتدي بدلة سوداء أو بنطلون جينز.
  • الاستفسار عن الراتب والحوافز أو الأجازات في بداية المقابلة.
  • انتقاد صاحب العمل السابق.
  • عدم القدرة على التعبير عن النفس أو كثرة الأخطاء اللغوية.
  • التحدث بصوت منخفض أو غير واضح.
  • الكذب وادعاء مهارات وخبرات ومعارف.
  • عدم تذكر اسم الممتحن.
  • عدم تكوين خلفية جيدة عن الشركة قبل المقابلة.
  • عدم القدرة على إبراز قدراتك ومهاراتك التي تساعدك على النجاح في هذه الوظيفة.
  • عدم الاستعداد للإجابة على الأسئلة العادية المتكررة في معظم المقابلات.
  • مقاطعة المتحدث.
  • التحدث بشكل غير رسمي كان تقول”كما تعلم…اممم….”.
  • عدم النظر إلى المتحدث في عينه أو النظر في عينيه طول المقابلة بشكل مستمر.
  • التصرف بعصبية أو توتر.
  • الانشغال بالهاتف النقال أو الرد عليه أثناء المقابلة.
  1. عدم استعراض اية امثلة عملية على خبراتك او مهاراتك:

ضع في اعتبارك أن السيرة الذاتية وحدها غير كافية لإقناع صاحب العمل بتعيينك. إذا كنت ترغب في جذب اهتمامه، فان عليك أن تقنعه بأمثلة على مواقف حياتية ومهنية استخدمت فيها مهاراتك وخبراتك في حل مشكلة ما أو انجاز مشروع هام، لأن ذلك يعطيه انطباع جيد عنك كشخص قادر على توظيف قدراته ومهاراته لتحقيق أهدافه.

  1. عدم استخدام شبكة علاقاتك الاجتماعية لدعم موقفك:

احرص على إعداد خطاب توصية جيد أو اطلب من أحد أساتذتك أو معارفك في الشركة أن يزكيك لدى صاحب العمل طالما أن قدراتك ومهاراتك تؤهلك لهذه الوظيفة، وطالما أنك لا تتعدى على حق أي متقدم آخر. وفي حال لم يكن لديك معارف في الشركة، يمكنك إنشاء حساب على أي من مواقع التعارف، وأهمها LinkedIn لتكوين شبكة علاقات اجتماعية تدعمك مهنيا فيما بعد.

  1. عدم المتابعة والاتكال على الآخرين:

قم بعملية البحث عن عمل بنفسك ولا تعتمد على الآخرين، كمستشارك المهني أو وكالة التوظيف التي تقدمت إليها. كذلك، لا تتوقع أن مهمتك انتهت بمجرد البحث عن وظيفة وإرسال سيرتك الذاتية وأن الخطوة التالية على صاحب العمل أو مسئول التوظيف. كن نشطا ولا تتوقف عن المتابعة والتواصل مع أصحاب العمل سواء بالبريد الالكتروني أو الهاتف.

مشاركة

الأقسام: البحث عن عمل

بواسطة Ahmed Mostafa

اترك تعليق