أهم النصائح للتميز في أول 90 يوم في عملك الجديد!
ما زلت أذكر ذلك اليوم حين وقعت عقد أول عمل في حياتي. شعور غريب.. خليط من النشوة والتخوف والقلق. هل سيحبونني؟ هل أنا مناسب؟ هل أستطيع؟ هذا الأمر لا يتوقف على الشعور الشخصي بل أكثر من ذلك.. فالفترة الأولى هي مرحلة حرجة وقد تشكل عنق الزجاجة في مسيرتك الوظيفية في هذه الشركة، إذ ستكون تحت التقييم واثبات وجود واكتشاف ما ستضيفه من قيمة إلى هذه الشركة … في هذا المقال أحببت ان ألفت انتباهك إلى بعض الملاحظات المهمة في الثلاث أشهر الأولى في عملك
- المعركة الأولى هي التعرف والاستكشاف:
المهمة الأولى لك في هذه الشركة هو ان تعرف كل شيء عنها. تعرف بشكل واضح عن مهامك وطريقة سير العمل فيها وتوزيع المهام والتعرف على الموارد التي تساند عملك والأساليب المتبعة في التعامل مع زملائك ومدراءك، وتفضيلاتهم وعاداتهم ومن هو الشخص القوي والضعيف والقوانين المعلنة والخفية والهيكل الإداري المعلن و(غير المعلن أيضاً!). أتقن كل ذلك وحاول عدم التسرع أو التهور في أي تحرك دون أن تتعلم ذلك بشكل جيد.
- الانتقال في المسؤولية والمهام وبيئة العمل يستوجب انتقالاً في العادات:
اتبع الخطوات التالية في تقديم نفسك:
- الحضور المبكر قبل الجميع
- اعمل بسرعة وكفاءة
- تعامل باحترام وتقدير للجميع (حتى البواب والعامل ومسؤول الشاي) وابتعد عن المزاح إلا في حدود ضيقة
- قيم نقاط قوتك وضعفك
- ابتكر طرق جديدة للتعلم
- احرص على بناء شبكة علاقاتك
- اجعل مديرك يعرف أنك تتقبل النقد:
لا يتقبل الجميع سماع ملاحظات سلبية على أدائهم، مما يجعل الآخرين يترددون بفعل ذلك، وهذا – كمبتدئ- يحرمك الكثير. كما انه من المهم أن تخبر مديرك بشكل ما بأنك تتقبل النقد البناء، وهذا إيجابي بحد ذاته ويمنحك بصيرة مهمة بنقاط ضعفك.
- حدد الهدف العملي الذي جعل الشركة توظفك في هذا الموقع:
لقد تم توظيفك لهدف ما، قد يكون من أجل تطوير منتج معين أو الإشراف على مشروع قائم أو لتدريب الآخرين، أو للتواصل مع عملائهم. أن تتعرف على موقعك ضمن مسيرة عمل الشركة أمر مهم، ورغم ان الفكرة تبدو واضحة إلا ان البعض يتوه عنها ويتناسى ذلك بشكل تام. إذا لم يكن واضحاً .. اسأل مديرك بشكل مباشر وسيكون سعيدا بحماسك
- عدل المسمى الوظيفي الخاص بك على ال LinkedIn
هذا يظهر حماسك للعمل والتزامك، كما يخبر كل مدراء التوظيف الآخرين أنك حصلت على عمل.
- عرّف بنفسك وأظهر عملك:
تأكد من أن تجعل أعضاء فريق عملك يعرفون تاريخك العملي وسجلك المهني، هذا يعطي الآخرين لمحة عن طريقتك وعن الكيفية التي أنت تتكامل معهم بها أو تنافسهم بها.
- تعلم منهجيات التواصل في الشركة، اندمج ضمن “مجتمع الشركة المصغر”:
فك رموز الشركة يمكن أن يبدأ ببساطة من خلال التعرف على الطرق التي يتواصل بها الموظفين في الشركة مع بعضهم، هل المدير يريد منك أن تبقيه على اطلاع بكل التفاصيل أم انه يتوقع منك أن تستشيره عندما تواجهك مشاكل كبيرة؟ هل فريق عملك يعمل بصلاحية كاملة لجميع الأمور أم انه يتطلب إذناً خاصاً لكل مهمة على حِدا؟ الموضوع ليس فرض طريقة تواصلك على الشركة ولكن في تعلمك لنمط التواصل الموجود والتكامل فيه.
- لا ترفض أي دعوة للمشاركة في غداء أو أي نشاط غير العمل في وقت الاستراحة:
ذلك يبني علاقاتك مع الزملاء في الشركة، وخاصة الغداء يعد فرصة ثمينة لبناء شبكة العلاقات مع الزملاء وتعريفهم أكثر بك.
- تجنب الغيبة أو النميمة:
فأنت ما زلت جديداً للتكلم عن أحد الموظفين بحضور زميل آخر أو نقل الكلام بين الزملاء. هذا غير مقبول طوال الوقت ولكنه أشد خطراً في الـ 90 يوما الأولى. بدل ذلك ركز على تطوير مهاراتك وإثبات وجودك، ويجب أن تدرك متى يتحول الحديث إلى غيبة او نميمة فيجب أن تنسحب من الحديث.
- رحم الله امرئ عرف قدر نفسه
لا تكذب بشأن خبراتك، وبحال شعرت بأن هناك مهام تتطلب مهارات تفوق ما تملكه، أخبر مديرك بأنك بحاجة لتدريب في مجال معين، وأنك لا تملك الخبرة الكافية للقيام به بدون هذا التدريب. هذا يمكن ان يحقق لك انتصارات مبكرة. وهذه الانتصارات تشكل مفاتيح للنجاح على المدى الطويل وتحفزك للعمل، كما أنها تبني مصداقيتك من خلال اضافة قيمة إلى شركتك، ولكن من المهم أن تحدد ما هي الانجازات التي يتوقعها منك مديرك وما الذي يتوقع منك تعلمه وما الذي يتوقع منك أن تحققه، وما هي سرعة تحقيق النتائج التي يريدها منك.
كلما شكلت نظرة واضحة أكثر وبسرعة حول هذه الأمور كلما كان انتقالك إلى العمل الجديد أسهل.
- أظهر حماساً للعمل:
الانتقال من عمل لآخر ومن شركة لأخرى لن يكون سلساً، ولكن مهما حصل من صعوبات وعقبات لا تنسى أن تظهر الحماس والشغف (حتى لو لم يكن هذا بالفعل ما تشعر به) والابتسامة، ولا تستسلم بل تابع المحاولة وبدون أن تتوتر أو تظهر للآخرين العجز.
- لا تحاول القيام بالكثير بشكل مبالغ فيه:
قد تشعر بأنك بحاجة لإثبات نفسك وإثبات حماسك وإبداعك وهذا مهم للغاية، لكن لا تبالغ في العمل، في البداية على الأقل، كن مستمعاً جيداً واستمع أكثر مما تتحدث، وقم بأكثر قليلاً مما يتم طلبه منك، ولكن ضمن حدود المقبول. هل هذه معادلة صعبة؟ نعم وهذا يحتاج منك إلى محاكمة عقلية جيدة.
- حقق التوازن بين حياتك الشخصية والعملية:
هذا يعتبر جزء أساسي للنجاح، ويعطي عنك انطباعاً بالتوازن في شخصيتك مع الحرص على تقديم مصلحة العمل أمام كل المصالح خاصة عند الحاجة إلى ذلك
الحمد لله رب العالمين
- العمل ضمن فريق ومهارات التواصل:
من المهارات الأساسية التي لا يمكن الاكتفاء عن التأكيد عليها .. هذه أدوات مهمة لصناعة الصورة الذهنية عنك وتحدد بشكل كبير نجاحك في العمل
ختاماً: هذه بالفعل مرحلة حساسة ومهمة في حياتك الوظيفية، يجب صرف انتباه كافي لها. أتمنى لكم كل التوفيق.